كنت امشي في الشارع راجعا من المدرسة القريبة لبيتنا
ولما قاربت على الوصول للبيت
رأيت طفل صغير يحمل حقيبة مدرسته الأبتدائية
وعلى ما يبدوا أنه ضائع ولا يعرف طريق الوصول الى بيته
اقتربت منه وسئلته :
لماذا واقف هنا هل تعلم أين بيتكم؟
فقال الصغير:
نعم ولكنني أثناء خروجي من المدرسة أتجهت الى طريق خاطئ ومشيت طويلا فتهت والان احاول أتذكر طريق العودة
فقلت له :
هل تعرف رقم بيتكم لأتصل باهلك واقول لهم انك في هذا المكان ؟
قال لي الصغير :
أنا أعرف رقم بيتنا ولكن للاسف والدي غير الرقم بالامس وانا لم أحفظ رقمنا الجديد بعد .
فقلت له :
هيا بنا الى مدرستكم الأبتدائية ربما يكون مدير مدرستك يعرف رقم منزلكم او رقم جوال والدك ..
ثم ذهبنا الى المدرسة ودخلت اليها مع الصغير..
ولكن للاسف ..المدير ووكيل المدرسة غادروا المدرسة مبكرا اليوم ولم أجد مسؤول يخبرني عن رقم هاتف منزل الصغير.
فخرجت خائب الظن مع الصغير من المدرسة..وانا في حيرة من نفسي..
فلم يكن امامي خيار الا الذهاب الى بقالة قريبة الى المدرسة وشراء عصير للصغير لأن الجو حار وبدأنا نشعر بالعطش..
فدخلت البقالة ,,ثم ذهبت الى آخر البقالة لاخذ عصير لي والى الصغير ودفعت قيمته وخرجنا من البقالة..
خارج البقالة رأيت حارس المدرسة يقفل الباب الرئيسي لمدخل المدرسة ..فأسرعت الى الحارس وسئلته عن مكان بيت هذا الصغير..فأجابني انه لا يعرف هذا الولد !!!
فسئلت الصغير هل هذه مدرستكم ؟
فقال لي : لا
فقلت له : لماذا لم تخبرني من الاول واين تقع مدرستكم هذه ؟
قال لي : هذه المدرسة تشبه مدرستنا ولم استطيع التفريق بينها وبين مدرستنا ..
قلت له : اين تقع مدرستكم ؟؟
قال لي : ما أدري وين مدرستنا لاني مشيت كثيرا وابتعدت عن مدرستنا .
قلت له : ماذا افعل معك الان ؟
قال : ما ادري
قلت له:يا صغير انا الان اهلي ينتضروني واعتقد انهم خايفين الان صابني مكروه او شيئ ..
قال: تبغى تروح بيتكم وتتركني براحتك انا ما غصبتم تجي وتدور معي في الديرة ..
قلت له : مشكلة اذا اتركك ضميري ما يسامحني بعدين والوم نفسي اذا صار فيك شي ..
الصغير بدأ يفقد الامل في نفسه ورأيت الدموع تسقط من عينه وبدأ يبكي في صمت ..
وانا محتار وواقف في مكاني اطالع يمين ويسار عسا انا اشوق والده يمر ويرى ابنه ..
وفجأة ..!!
رجل يمشي ويأتي الى الصغير ويقول له : وش فيك ابني تأخرت ؟؟
فقال الصغير : هذا الشخص خطفني من المدرسة وضربني وغصبني آتي معه هنا..
فجاء لي الرجل وعليه ملامح التعب والغضب وهو يقول : من أنت . وليش ضربت وخطفت ابني يا ... يا ابن الـ ....
..
وانا كنت مستغرب وخائف في نفس الوقت ويتصبب عرق من وجهي وقلت : صدقني ما خطفت ولا ضربت ولدك ولا تبيني احلف واقسم لك .. هذا ابنك كذاب وشفته تحت بيتنا وهو واقف بحقيبته وهو ضائع ..
قال الرجل : يالله قدامي قسم الشرطة لا اجرك بنفسي الى القسم ..
قلت : ومن هو انت علشان تخليني اجي وياك قسم الشرطة انا وراي اهل ولازم اروح بيتنا ينتظروني ..
قال الرجل : صدقني امسحك في الارض واخليك تاكل تراب اذا ما تمشي وراي الى الشرطة ترى احذرك..
قلت له : انا مو خايف منك وتعال مد ايدك كان فيك خير.
ما شفت الا الرجل طلع مسدس عنده وصوبه امامي وقال : اذا تمشي وراي اليوم اجيب خبرك بهذا المسدس يالي تعتدي على الجهال ..لازم اوقفك عن حدك يا مجرم..
قلت له : ما خطفت ولدك انا كم مرة يبغى لي اقولك هذا ولدك كذاب ..وترى اذا تقتلني انا شهيد وانت تسوي جريمة ومصيرك عذاب جهنم ..
الرجل غضب من كلامي وقرر يطلق الرصاص صوبي ويقتلني ..
وانا زاد خوفي وضننت انها آخر لحظة في حياتي وسوف أموت الان ..
ثم ...
أطلق الرجل المسدس صوبي ..
وكان مسدس مائي ... يشبه مسدس حقيقي..
والرجل قام يضحك ويقول : كنت معانا ضيف في الكاميرا الخفية.
__________________::حصرياً من قلمي الشخصي ::