كان عصفور الهوى كالطفل يلهو في البراحْ
قلبــه الخــالي يغنِّي كــلَّ حــينٍ في الصباحْ
في رحاب الروض يجري حيثما تجري الرياحْ
ثم يأتي عشــه بالليــل يــغفو فــي ارتـياحْ
لم يـكنْ يـدري بشـيءٍ مـن تباريــح الجــراحْ
***
غـرَّدتْ عصفورةٌ بيضاء تـدعـوه إ ليها
والحياء البكر يكسـو فـي دلالٍِ وجنتـيها
فاضت الأنهار بالحب المصفَّى من يديــها
زغـردتْ لمَّـا رأتْ عصـفورها نادى عليها
أقبـلت والشوق والأحــلام والدنيا لديــها
***
فـوق غصـنٍِ من حنانِ شــيدا عـشاً جميلا
لو يضيق العش في يـومٍِ ولو شـيئاً قليــلا
فــي ثـوانٍ.. يبـنيان جـنبه قـصـراً بـديلا
يـزرعان الأرض حُباً.. وكروماً ..ونخــيلا
مـن كئـوس الشوق راحا يشربان السلسبيلا
***
حلَّقـتْ بالعش غربـانٌ تمادتْ في النــباحْ
تنشد العصفورة البيضاء في وقت الصباحْ
أشهر العصفـور فـي وجه المغيرين السلاح
صاح فيهم :
إن عـــشِّي ليس فيــه أي شـيءٍ مُـستبـاحْ
قالت ,,البيضاء,,: دعهم.. لا تبادر بالصياحْ
إنهم صحبي.... وعشِّي واسعٌ.. فــيه بـراحْ
غادر العصفور عشَّ الـحب مكسـور الجناحْ !!