الغربة ؟؟
تلك المفردة التى تمنحنا بعضاًَ من الخوف وبعضاً من الألم ..
خصوصاً إذا كانت القلوب غضه ندية لم تنغمس في وحشة القفر... ولم تجرب مرارة الرحيل والترحال..
إن محبة الوطن مستولية..
على الطباع مستدعية ..
أشد الشوق إليها داعيها الفطرة السوية ...
في كل إنسان يعي قيمة الأرض والعرض
ومن هجره ذلك الهاجس ( الحب ) فقد أضحت عواطفه مدعاة للشك ؟؟
فمن ليس فيه خير لوطنه فلن يكون فيه خير لسواه ,
بل ان قلبه الى الحجر المتحجر أقرب... وكيف لا وقد استوت لديه الأنوار بالظلم..
ولكن هذا ليس معناه أن الغربة منبوذة لذاتها ولكن هي نوع من العذاب التى تفرضها الظروف على بني الإنسان لأسباب عديدة ...
من علامة الرشد أن تكون النفس إلى بلدها تواقة...
وإلى مسقط بلدها مشتاقة...
نعم إن الحنين ( أصل أصيل ) من تداعيات المفارقة ...
وهي تداعيات كثيرة تنمو في القلوب الوفية والعقول الرشيدة...
كلما وجدت المناخ المناسب وأمطرت عليها دموع الصبابة وجداً على وجد فتحيلها إلى ( انتكاسة عاطفية )
تستجدي المدد الروحاني القابع في الباطن فتراه بصورها الروحانية فتستشف منه بعض العوض..
فتخرج من النفس الزفرة ...ومن العين الدمعة ...ومن المشاعر الكلمة ..
مجسدة ذلك الوميض في أروع صورها الممكنة للذات...
نعم
ان الحنين والغربة صنوان لدى كل إنسان سوي
وإن الحنين يترجم ذلك الشوق... فيثيره بركاناً لا يخمد إلا عندما يفرغ كل مافيه من كمد ؟؟
ولعل الشوق الأكبر الذي يسكن في كل نفس مؤمنة هو الشوق الى ( الجنة ) فغربتنا على هذه الأرض لن تطول فما نحن إلا في سفر وخير الزاد فيها التقوى...
:D :D :D :D :D :D :D :D :D :D